الشيعة في الميزان
الميزان في المعجم الوسيط هو الآلة التي توزن بها الأشياء. في هذا البحث يعنى الميزان مقياس و حدود لمعرفة الطائفة تسمى بي الشيعة.
لم يكن للعرب وحدة السياسة قبل الإسلام، فكل قبيلة تحكم نفسها، وكل مدينة لا تعرف لغيرها سلطانا عليها، وبعد الإسلام اوجد النبي سلطة عامة.
خضع لها جميع العرب، ومارس هو السلطة بكافة معانيها: التشريعية، والتنفيذية، والقضائية، فكان بين الأحكام والحلال والحرام، ويقود الجيش، ويخابر الملوك، ويعقد المعاهدات، ويقضى بين الناسن ويقيم الحدود، ود ربط القران الكريم هذه السلطات بشخص الرسول، ففي الاية 6 من سورة الأحزاب: "النبي أولى بالمؤمنين منأنفسهم" وفى الأية 36 من السورة نفسها :" وم كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم" وفى الأية 7 من سورة الحشر: "وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا" وغيرها كثير.
واتفق المسلمون بكلمة واحدة على أن السلطة الزمنية والدينية التي كانت للرسول تعطى لخليفته، ثم اختلفوا فيما بينهم: هل يعين الخليفة بالنص عليه من النبي، او يترك الأمر فيه الى اختيار الأمة؟ قال الشيعة :ان الخليفة يتعين بالنص لا بالإنتخاب، أي ان الله سبحانه يأمر النبي ان يبلغ المسلمين بأنة قد إختار (فلانا) خليفة بعده. وان عليهم ان يسمعوا له ويطيعوا، وقد صدر هذاالنص بالفعل من النبي على علي بن أبي طالب.
أما أهل السنة فيقولون: إن التشيّع لعلي بدأ بمقتل عثمان رضي الله عنه. يقول ابن حزم: "ثم ولي عثمان وبقي اثنا عشر عاماً وبموته حصل الاختلاف وابتدأ أمر الروافض"، والذي تولّى غرس بذرة الرفض والتشيع هو عبد الله بن سبأ اليهودي الذي بدأ حركته في أواخر عهد عثمان، يقول ابن تيمية في المجلد الرابع: "وأول من ابتدع القول بالعصمة لعلي وبالنص عليه في الخلافة هو رأس هؤلاء المنافقين، عبد الله بن سبأ، الذي كان يهوديا فأظهر الإسلام وأراد فساد الدين كما أفسد بولص دين النصارى" [الفتاوى 4/518]. وأكدت طائفة كبيرة من الباحثين القدماء والمعاصرين أن ابن سبأ أساس المذهب الشيعي والحجر الأول في بنائه، وقد تواتر ذكره في كتب السنة والشيعة على حد سواء يقول عالمهم الكشي في كتابه المعروف بـ "رجال الكشي" وهو أقدم كتب الشيعة المعتمدة في علم الرجال: "إن عبد الله بن سبأ كان يهودياً فأسلم ووالى علياً عليه السلام وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون وصي موسى بالغلو - كذا - فقال في إسلامه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في علي مثل ذلك، وكان أول من أشهر القول بفرض إمامة علي، وأظهر البراءة من أعدائه وكاشف مخالفيه وكفّرهم. من هنا قال من خالف الشيعة إن اصل التشيع والرفض مأخوذ من اليهودية" هذا ما جاء عن ابن سبأ في "رجال الكشي" الذي يعتبرونه أحد الأصول الأربعة التي عليها المعول في تراجم الرجال. فكون الشيعة نشأ من أمر السياسة وتدرج إلى إمر العقيدة.
الدلائل الأولى عندهم في سلوكهم:
1. قوله تعالى في السورة الأحزاب: 33
وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا
جعل الشيعة هذه الأية دليلا لعصمة أهل البيت. وهم إمام علي بن أبي طالب وفاطمة وحسن وحسين. كما ذكر في حديث سنن الترمذي:
عن عمر بن أبي سلمة ربيب النبي صلى الله عليه و سلم قال لما نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه و سلم (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) في بيت أم سلمة فدعا فاطمة و حسنا و حسينا فجللهم بكساء و علي خلف ظهره فجللهم بكساء ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا قالت أم سلمة وأنا معهم يا نبي الله ؟ قال أنت على مكانك وأنت على خير
2. حديث الثقلين
استدل الشيعة على أن الخلافة تكون بالنص لا بالإنتخاب. وأهل السنة الذين قالوا "إن الخليفة يكون بالإنتخاب لا باالنص". كما ذكر في حديث صحيح المسلم:
حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَشُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ جَمِيعًا عَنْ ابْنِ عُلَيَّةَ قَالَ زُهَيْرٌ حَدَّثَنَا إِسْمَعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنِي أَبُو حَيَّانَ حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ حَيَّانَ قَالَ انْطَلَقْتُ أَنَا وَحُصَيْنُ بْنُ سَبْرَةَ وَعُمَرُ بْنُ مُسْلِمٍ إِلَى زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ فَلَمَّا جَلَسْنَا إِلَيْهِ قَالَ لَهُ حُصَيْنٌ لَقَدْ لَقِيتَ يَا زَيْدُ خَيْرًا كَثِيرًا رَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَمِعْتَ حَدِيثَهُ وَغَزَوْتَ مَعَهُ وَصَلَّيْتَ خَلْفَهُ لَقَدْ لَقِيتَ يَا زَيْدُ خَيْرًا كَثِيرًا حَدِّثْنَا يَا زَيْدُ مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَا ابْنَ أَخِي وَاللَّهِ لَقَدْ كَبِرَتْ سِنِّي وَقَدُمَ عَهْدِي وَنَسِيتُ بَعْضَ الَّذِي كُنْتُ أَعِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا حَدَّثْتُكُمْ فَاقْبَلُوا وَمَا لَا فَلَا تُكَلِّفُونِيهِ ثُمَّ قَالَ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فِينَا خَطِيبًا بِمَاءٍ يُدْعَى خُمًّا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَوَعَظَ وَذَكَّرَ ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ أَلَا أَيُّهَا النَّاسُ فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبَ وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ فَخُذُوا بِكِتَابِ اللَّهِ وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَرَغَّبَ فِيهِ ثُمَّ قَالَ وَأَهْلُ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي فَقَالَ لَهُ حُصَيْنٌ وَمَنْ أَهْلُ بَيْتِهِ يَا زَيْدُ أَلَيْسَ نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ قَالَ نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَلَكِنْ أَهْلُ بَيْتِهِ مَنْ حُرِمَ الصَّدَقَةَ بَعْدَهُ قَالَ وَمَنْ هُمْ قَالَ هُمْ آلُ عَلِيٍّ وَآلُ عَقِيلٍ وَآلُ جَعْفَرٍ وَآلُ عَبَّاسٍ قَالَ كُلُّ هَؤُلَاءِ حُرِمَ الصَّدَقَةَ قَالَ نَعَمْ
أبوبكر وعمروعثمان من خلفاء الراشدين وزعم الشّيعة أنّهم دفعوا عن حقّ علي بن أبي طالب خليفة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلّم كما فهم فى حديث الثّقالين هذه هي السّبب للسبّ و الطّعن والتّكفير للصّحابة. روى الكليني في الكافي عن أبي جعفر الصّادق :" كان الناس أهل ردةٍ بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلآ ثلا ثة، فقلت ومن الثلاثة ؟ فقال المقداد بن الأسود و أبو ذرالغفاري وسلمان الفارس.